آخر تحديث للموقع : السبت - 21 ديسمبر 2024 - 05:33 م

مقالات رياضية


اليمن، مصر، قطر، سويسرا والعودة.." الفاتورة المؤجلة لانتخابات الضحك على الذقون..!

الجمعة - 06 ديسمبر 2024 - الساعة 07:25 م

عبدالله الصعفاني
الكاتب: عبدالله الصعفاني - ارشيف الكاتب


"
لا ترهقني كتابة المقالات الناقدة تحت عناوين كرة القدم الفاسدة.. لأنّ تفاصيل الكلام في الملهاة تأتي بسهولة القراءة في كتاب.. وأصدق حوار وعصف ذهني هو الذي يدور في ذهنك بقوة.. ويلح عليك مرات، مرات..!
* والحوار هنا هو حوار السؤال الكبير، ما الذي يدفعك كناقد رياضي لتسجيل كل هذه الوقفات على حافة الكرة اليمنية المستديرة المتورمة بسوء القيادة، وعبث الإدارة؟
وبوضوح شديد.. لقد سألت نفسي بالنيابة عنكم: هل انتهت مشاكل اليمن، ولم يعد من كارثة سوى كوارث اتحاد كرة القدم..؟
* الذي حدث ويحدث ياأصحاب هو أن الأسئلة توالدت في المسافة الممتدة من اليمن الطبيعي وتخطت كواليس إجاباتها حارات صنعاء وعدن وتعز وكل حارات اليمن إلى القاهرة والدوحة ولوزان سويسرا.. ومع ذلك لا تشعر بالملل، لأن للمسرح الهزلي إثارته.. فما هي مشاهد المسرح الهزلي لكرة القدم اليمنية واتحادها الجاثم على صدور محبيها منذ عقدين من الفشل..؟

* الأول.. مشهد خذلان أندية كبيرة بحَّت أصواتها وهي تطالب فقط بتصويب مسار كرة القدم التي ملّ الناس من تمثيل منتخبها الأول لدور السمك الصغير.. وبدلاً من معالجة الأسباب رفض الاتحاد المنتهية ولايته الالتزام بالنظام الأساسي، والوفاء بشرط العدالة والنزاهة في الانتخابات، وإزالة الأشواك وحطام الزجاج المنثور على طريق اقامة مسابقات محلية لأندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة وتحريك قطاع الناشئين.

* المشهد الثاني.. مشهد الإصرار على البقاء رغم الفشل لعقدين، والتسلح بأمثال عضو الجمعية العمومية الذي لم يجد أمامه في القاهرة أفضل من ترديد إحنا اخترناك، وعلى مصالح أنديتنا فضلناك، غير عابئ بكونه ممثل الرياضيين في الاتحاد وليس ممثل الاتحاد في مهمة قهر رياضيين لا يطالبون بأكثر من حقوق العيش داخل منافسات منتظمة ومحترمة.

* المشهد الثالث.. وصول نادٍ رياضي بحجم نادي الصقر الذي تقوده أسماء مؤسسية محترفة إلى اتخاذ خيارات صعبة، وهو الذي لم يطالب بغير قيام اتحاد كرة القدم بخطوات صائبة ونزيهة وفق اللوائح والأنظمة التي تنظم العمل ولا تخالف أبجديات النزاهة.

* المشهد الرابع.. أندية عدن عريقة التأسيس والإنجازات، وهي تتعرض لعقوبات التهبيط خارج ميزان التكافؤ، فتضطر لاجتراح حلول تبقي فيها على النشاط، لكن الاتحاد المعني برعاية اللعبة لم يتزحزح قيد انملة بدلاً من اعتبار توجيهات الفيفا بضرورة الانتخابات فرصة للمصالحة، وتمكين الأندية من اختيار ممثليها في الانتخابات ترشيحًا وتصويتًا.

* المشهد الخامس.. أن تطلب امبراطورية الفيفا من اتحاد كرة القدم انتخابات وتطلب منه نشر القوائم المالية ليجد الاتحاد نفسه أمام مشكلة محاولة علاج الجرب القيادي والإداري بدمامل الردود المالية التي تورطه أكثر مما تخلي ساحته..
ومن علامات الاستفهام المتصلة بحقوق الرياضيين: من أين جاءت هذه الأموال وكيف تبددت…؟

* المشهد السادس.. الذي قصم ظهر البعير الكروي هو عندما تم استبعاد مرشح نادي الشعلة العدني هاني الصيادي ومرشح نادي العروبة الصنعاني بجرة موقف قاد لاستقالة نبيل الفقيه – رئيس لجنة الانتخابات المعينة من الاتحاد نفسه، بمبررات واهية هدفها إخلاء ساحة التنافس على مقعد الرئاسة لشخص واحد لن ينافس إلا ظله.

* المشهد السابع.. لجوء أندية كبيرة المقام والتاريخ والشعبية إلى “محكمة كاس” التي قبلت شكوى الأندية، وألزمت اتحاد كرة القدم بالرد، لتتخطى المشكلة المحلية حدود الزمان والمكان المحلي والعربي إلى ما هو دولي، حيث محكمة الكاس ولجنة النزاهة والشفافية التابعة للفيفا.

* وسيندرج المشهد الأول من الفصل الثاني للمسرحية العبثية تحت السؤال.. أما كان الأحرى بالقائمين على كرة القدم لعشرين عامًا من الفشل والعبث أن يجعلوا من هذه الرياضة وسيلة من وسائل التقارب، وليس مصادرة الحقوق، والعبث بالمقدرات، ومعاقبة الأندية، وما إلى ذلك من أخطاء لا تؤسس إلا للمزيد من صور البؤس والخذلان..!

مقالي في موقع وصحيفة اليمني الأمريكي..